بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أخواتي في الله نحن الآن في فصل الصيف والحر فيه شديد
قد تصل درجة الحرارة في بعض المدن إلى الخمسين المئوية
ولولا رحمة الله بنا عن طريق هذه المكيفات لما استطعنا تحمل الحر
وستلاحظون ذلك عند إطفائها أو الخروج من المكان المكيف الى آخر غير مكيف
وهذا يدعونا للتفكر في شدة الحر يوم القيامة
حين تدنو الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل
فـ اللهم سلم سلم
لكن رحمة الله الواسعة بنا تشملنا أيضاً في ذلك اليوم
فمن لطفه بنا أن جعل هناك أصنافاً سبعة يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله
هم الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ،
إمام عادل،
وشاب نشأ في عبادة الله ،
ورجل قلبه معلق بالمساجد ،
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ،
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ،
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ،
ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " متفق عليه.
فلم لانكون منهم وإن كان بالنية فتجارة النيات تجارة رابحة
مع الله سبحانه وتعالى هي لا تخسربإذنه،
وما أسعدنا لو أصبحت إحدانا من هذه الأصناف ، نسأل الله الكريم من فضله .
ومما يستظل به المؤمن في ذلك اليوم ظل صدقته
كما قال صلى الله عليه وسلم :
( إن الصدقة لتطفيء عن أهلها حر القبور ، وإنما يستظل المؤمن
في ظل صدقته يوم القيامة ) حديث حسن ذكره المنذري في الترغيب والترهيب .
قد يتبادر إلى الذهن أن الصدقة تكون بالمال فقط ،
و لكن الله ألطف من أن يجعلها كذلك فقط ،
فأخبرنا نبيه صلى الله عليه وسلم أنها تكون
بالمال والجاه والقلب واللسان والبدن ،
فالزكاة والقرض الحسن مالاً ،
والشفاعة الحسنة جاهاً ،
والعفو والتسامح قلباً ،
والذكر تسبيحاً وتحميداً وتهليلاً وتكبيراً
وأمراً بالمعروف أو نهياً عن المنكر لساناً ،
وإعانة ذا الحاجة بدناً ،
و ركعتي الضحى تعدل 360 صدقة عن كل مفصل من أجسامنا،
والكلمة الطيبة صدقة ،
وتبسمك في وجه أخيك لك صدقة كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
فما أعجزنا إن صدقة مثل هذه يومياً خسرناها ،
والزهراوان سورتي البقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة
كأنهما غيايتان أو قال غمامتان تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة
وهي مما يستظل به إن شاء الله .
أخواتي في الله إن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل
فلا يكفي أن نقول سمعنا بل لابد من القرن بالطاعة لله ورسوله
فـ اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا اللهم علماً .
.., ..آمين ..,..
[center]