عجز اللسان وتضيق الكلمات عن وصف المآسي والأحزان
وما يجده المرء في نفسه من الحرقة على أبناء الإسلام
فالصرخات تتعالى والآهات من الصدور تتعاظم ولا تتلاشى
عندما نرى الأجداد ومعهم الأحفاد يتباكون فرحا أو حزنا
من أجل نصر أو هزيمة في المباريات
وأصوات التكبير تعلو ثم تعلو ثم تعلو لهز الشباك
وقبل ذلك الدعاء في السجود لأخذ الكاس
انطلقت مباريات كأس العالم كانطلاقاتها في كل دورة منها
وتوجهت الأنظار وصرفت الأموال وضيعت الأوقات لمشاهدة تلك المباريات
وسوادها الأعظم للاعبين من الكفار أعداء الإسلام وهم يتبارون ويلعبون
والمسلم ينظر إليهم يفرح لفوزهم ويغضب لهزيمتهم
أخي المسلم قل لي بالله عليك ماذا جنيت وماذا ربحت بعد الانتهاء من مشاهدة المباريات
كم من كؤوس العالم حضرت وكم من الوقت ضيعت وكم من الأموال صرفت
هل خدمت دينك
وهل انتصرت لأمتك
وهل دافعت عن كرامتك
كم أضعت من الأجور
وأين الأنين والآهات على ضياع أرض الإسلام وهي تقسم بالأشبار والأمتار من هؤلاء الأعداء
وأين حبك لدينك واللاعب يشكر ويحمد الصليب ويرفعه على صدره عند فوزه وأنت تصفق له
كيف يهنأ لك عيش و يبتسم لك ثغر وأعراض أخواتك تنتهك من بلاد من شارك في تلك المباريات
أتسبى المسلمات بكل ثغر
وعيش المسلمين يطيب
أما لله والإسلام حق
يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا
أجيبوا الله ويحكم أجيبوا
عيب على أمة فقدت عزتها وكرامتها وقد أسر الأعداء أبناؤها واغتصبوا نساؤها وأضاعت دينها
أن تنشغل بمشاهدة مباريات أعدائها
هل تعلم كم قتل اليوم في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال
وهل تعلم على أيد من كان ذلك القتل والتذبيح
وهل تعلم كم ساهمت تلك الدول المشاركة في القضاء على بلاد الإسلام والمسلمين
أخي لماذا تقبل على نفسك أن تكون مجرد من القيم والمشاعر ومن كل إحساس
لا تغضب لدينك أو لاغتصاب وطنك أو لسفك دماء إخوانك وهتك أعراض أخواتك
هل تبلد حسك
أم أنك قبلت بكل هذا
أين غيرتك وحبك لدينك وأبناء أمتك
لماذا لا تكون كالشمعة تضيء الدرب لمن أظلم الطريق
أو كالسراج ينير الدرب لمن حاد عن الصراط المستقيم
هل تقبل أن لا يكون لله فيك حاجة
هذا يأمر بالمعروف وهذا ينهى عن المنكر وذاك يدافع عن حرمات
وآخر يتصدق بالأموال وأنت تغض في تشجيعك للمباريات
هل سيرفع هذا من قدرك أو يعلو من همتك أو يعظم من منزلتك
تذكر صحيفتك وأنت تشاهد المباريات
ما كتب فيها أهي الحسنات أم السيئات
أخي
هل تعلم لماذا خلقنا الله
هل تعلم أخي الحبيب كم عدد الجوعا من أبناء الإسلام والمسلمين
وكم من الأطفال يموت يوميا لعجزه عن توفير ثمن الطعام والدواء
وهل تعلم كم من المليارات أنفقت على هذه المباريات
فأي بلادة حس التي عندك وأنت تعلم كل هذا ويهنأ لك الاستمتاع بالنظر إلى تلك المباريات
هل هذا من تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
" مثل المسلمين في توادهم وتراحهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
أيهما أحب إليك وأولى أن تنفق هذه الأموال لأعدائك أعداء الدين ليصنعوا رصاصة يقتل فيها أبناء دينك
أم تسد في رمق وجوع بني جلدتك
فسنبكي ونبكي ونذرف الدموع طلبا للنصر في كأس العالم ولكل الكؤوس
ونبتهل إلى الله بالدعاء لتسديد الأهداف وعدم إضاعة ركلات الجزاء
حتى يستجيب الله لنا فننتصر ونعز الإسلام والمسلمين بعز عزيز أو ذل ذليل
أما نحن فسنبكي حتى تبرك الدموع ونبتهل إلى الله بالدعاء
إلى أن تتورم الأقدام ويغشى المرء فلا يقدر على القيام من أجل حفظ الأوطان
وهذا الدين، ونصر الإسلام والمسلمين وفك كل المأسورين ولن نمل إلى أن نلقى الله رب العالمين
فلهذا خلقنا فنسأله الإخلاص والثبات على الدين